القرصان يغتصب القدس

نشر في: آخر تعديل:


أسقط “ترامب” بحماقاته وهي كثر، القناع عن وجه أميركا المزيف، فاذا بها دولة بلطجية، غارقة في العنصرية، أميركا القرصان مرجان، واليانك، أميركا قاتلة “50”مليون هندي أحمر، أميركا حليفة العدو الصهيوني، الداعمة للاحتلال والاستيطان، اميركا حليفة الخارجين على الشرعية الدولية ..
“ترامب” وهو يناور ..ويمارس الارهاب على الشعب الفلسطيني، ويدعم الاحتلال، ويزج بالقدس، أقدس المدن، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، مسرى ومعراج المصطفى عليه السلام، ودرب الجلجلة للمسيح عليه السلام، الذي أبى الا ان يستمر في حمل الامانة، فيثير ضغينة وحقد اليهود على الفدائي الفلسطيني الاول؛ لأنه حاول ان يخرجهم من الضلال ..فابوا..وأبوا ..وتآمروا عليه .
هذا “الترامب”..وهو يعلن الحرب على الشعب الفلسطيني، وينحاز بالمطلق للرواية الصهيونية الكاذبة، فيخبر الزعماء العرب بانه سينقل سفارته الى القدس عاصمة الكيان الصهيوني، فانه بذلك يخطفها... يغتصبها، ويهبها لحليفه الفاشي، كما كان القرصان “مرجان” في الرواية الاميركية يجلس قبالة الشاطىء، وينتظر تجمع القوارب الصغيرة، فيخطفها جميعا بضربة واحدة .
“ترامب”..بفعلته هذه يدعو العرب والمسلمين واحرار العالم الى مراجعة مواقفهم من واشنطن، واعادة النظر بعلاقاتهم الاستراتجية مع هذا القطب العالمي الأكبر، بعد أن تنكرت للقوانين الدولية ولميثاق الامم المتحدة، التي تستضيفها في اراضيها ..في نيويورك.
ان واشنطن بموقفها هذا تتنكر لتاريخها في الدفاع عن حرية الشعوب، وقد آزرت ودعمت الشعوب الاوروبية في حربين كونيتين ضد النازية والفاشية، واسهمت في الغاء الرق والعبودية، واتخذت من حقوق الانسان ايدلوجية للتدخل في شؤون الدول الداخلية، وها هي تبيع الحقوق الفلسطينية في سوق النخاسة الدولية، في سوق “يهودا” وأحفاده الشيلوكيين.
ان تجرؤ”ترامب” على القدس، والمس بقدسيتها ..هو اعتداء صارخ على الاسلام والمسلمين، وعلى المسيحية و المسيحيين ..وعلى عقيدة الامة كلها من جاكرتا وحتى طنجة.
وهو اعتداء لم يرتكبه أحد في هذه الدنيا من قبل .. فلم يسجل التاريخ أن أحدا من الغزاة ادعى ان القدس و فلسطين جزء من املاكه، يتصرف بهما كما يشاء..
لقد احتل اقوام كثيرة هذه الارض، كما احتلوا غيرها بمنطق الاستعمار والاستحواذ والسيطرة والقوة، وخرجت كافة هذه القوى مدحورة مطرودة بفعل القوة، على يد ابناء فلسطين والقدس والامة كلها، الذين انتصروا لعقيدتهم ..لوطنهم، وعادت فلسطين والقدس لبيضة الامة .. لعروبتها .. طاهرة مطهرة ..وقد تخلصت من الدنس الذي لوثها..
ونسأل ونتساءل ؟؟ بأي حق يتصرف “ترامب “ هذا في فلسطين والقدس والاقصى وبحقوق الشعب الفلسطيني؟؟ وهو من أقدم الشعوب على وجه هذه الأرض، التي شهدت الديانات الثلاث، وكانت الشاهد والمشهود، منذ بدء الخليقة والى اليوم، فاهلها الكنعانيون هم من أول خلق الله، وهم واحفادهم من بنوا القدس والكثير من مدن فلسطين، وهم من نشر القراءة والكتابة، وشيد حضارة شامخة تضاهي عشية النكبة 1948 الدول الاوروبية .
العدوان الاميركي هذا والذي لم ينقطع منذ سبعة عقود، وقد غرس الكيان الصهيوني كخنجر في قلب الوطن العربي، وزرع الصهاينة فيروسا قاتلا ينشر الارهاب والموت والدمار في المنطقة كلها، لا بل في العلم كله.
هذا العدوان وفي عهد “ترامب “ اتخذ شكلا جديدا، بل بدأ مرحلة جديدة وهي “تطويب” فلسطين والقدس للاحتلال، ومنح شذاذ الافاق صك ملكية القدس والاقصى وكل فلسطين ... وكأن هذه الارض هي ملك “ترامب”، وأهل “ترامب” وبنات وأصهار “ترامب”..يتصرفون بها كما يشاؤون، فيعطون الصهاينة القدس، ويسمحون لهم بالاستيطان، أينما شاؤوا ..فالارض ارضهم يبنون فيها متى شاؤوا..!! ومن ناحية أخرى، وعلى قاعدة رب ضارة نافعة، فحرب أميركا هذه ضد الشعب الفلسطيني، وضد الامة كلها، ازالت الغشاوة عن عيون الكثيرين، ممن يعشقون اميركا، ويهيمون بحبها، كما هام قيس بحب ليلى، ولا يخالفون لها امرا..
لقد سقط القناع عن وجه هذا “ الصديق” اللدود، فاذا به أشد الأعداء خطرا؛ لأنه أشدهم حماقة وغدرا لا يؤمن جانبه، فهو المفتون بحب العصابات الصهيونية، فتاريخه صورة طبق الاصل عن تاريخ هذه العصابات، انهما وجهان لعملية واحدة، فكلاهما احتل ارض الغير، واقام دولته على اشلاء سكانها الاصليين.
حماقة “ترامب” هذه فرصة للتحرر من التبعية لاميركا،، فرصة للعودة للذات والاعتماد على النفس والتخلص من الاوهام، وكذبة السلام؛ فرصة لاعادة توحيد الامة من جديد، والعودة الى الجغرافيا والتاريخ، بعد أن أصبحت الامة كلها خارج التاريخ.
باختصار..
ندعو الامة كلها الى تجميد علاقاتها مع اميركا، والغاء اتفاقيات السلام مع العدو الصهيوني، وفي مقدمتها “اوسلو”، والعودة الى بداية السطر الى المقاومة؛ فهي اللغة الوحيدة الفصيحة التي تفهمها اميركا ويفهمها العدو الصهيوني.
لقد آن الآوان لأن تخرج اميركا من ارضنا ... من هوائنا .. من قمحنا وملحنا، وان تخرج من دمنا.
والمجد للمرابطين الذين يدافعون عن القدس والاقصى.
[email protected]     جريدة الدستور الأردنية

جميع الحقوق محفوظة.
لا يجوز استخدام أي مادة من مواد هذا الموقع أو نسخها أو إعادة نشرها أو نقلها كليا أو جزئيا دون الحصول على إذن خطي من الناشر تحت طائلة المسائلة القانونية.