يا حلاق اعملي غرة !!

نشر في: آخر تعديل:
في كل مرة أزور فيها «صالون تجميل» تخطر ببالي فكرة مفادها : لما لا يستعين هؤلاء، - واعني أصحاب صالونات التجميل- بمصلح اجتماعي، او طبيب نفسي مثلا؟ يعمل جنبا الى جنب مع «مزيل المكياج» و»المرطب» الذي بحوزة خبيرة البشرة، بل، كأن يحمل هذا «الخبير» فرشاة ألوان، كتلك التي بين يدي متخصصة البديكير والمناكير وخبيرة الشعر، وألوان صبغته.
هذا من شأنه ان يوطد العلاقة بين «الزبونات» وأنفسهن ، تماما كما تفعل المهاراة والخبرة مع الشعر وقصاته ، وألوان الروج المشغول بحرص والنتقى بدقة ليطابق لون البشرة، وملامحها، بحيث يصحح هذا «الخبير» ايضا مسار علاقتها ويطابقها مع زوجها او اهلها او مجتمعها او حتى «نفسها».
في طلبها للجمال تبوح المرأة بمكنونات نفسها، فلربما هي على علاقة وثيقة مع مزين او مزينة الشعر، لربما هي ايضا تشعر ان قصصها ، تماما كقصاصات الشعر على الأرض ستذهب ادراج الريح الى مكان ما.
في صالون التجميل تتطاير روائح رذاذ الشعر والسجاير !! وكثير من الهموم والفضفضة، ويبقى تقليب صفحات مجلة ومراقبة «اجراءات تجميلية» لزبونة اخرى ، ما يلهي السيدة عن هموم حملتها الى هنا، واستكانت في استراحة «محارب».
النساء في مراكز التجميل يتحدثن في الفن والرياضة والأسرة، الغالب هو «مشاكل الأسرة» ، فوقت التجميل هو وقت الرفاهية، ولربما وقت القفز عن حواجز «الكبت»، ووقت التخلي عن «التالف» من اجزاء الشعر والعمر والقصص المقترفة قبل قرار «التزيين» ، فيه مساحة لتجديد سطح البشرة، وربما القلب.
غالبا تخرج السيدات برضا عن النفس والشكل ، ولربما عن حياة يعشنها اغلب الاحيان طواعية مدفوعات بالحب والصبر واليقين بأن العودة الى صالون التجميل سيجدد خلابا البشرة، ونسمات الروح.
جميع الحقوق محفوظة.
لا يجوز استخدام أي مادة من مواد هذا الموقع أو نسخها أو إعادة نشرها أو نقلها كليا أو جزئيا دون الحصول على إذن خطي من الناشر تحت طائلة المسائلة القانونية.